آية توقظك - حان الان أن تستيقظ من غفلتك وتبتعد عن فتن الحياةمقالات منوعة

آية توقظك – حان الان أن تستيقظ من غفلتك وتبتعد عن فتن الحياة

قال تعالى : ” ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم

آية توقظك – أسوأ أنواع الغربة وأقساها أن تنسى الله فينسيك نفسك.

“نسوا الله” أي لم يراعوا أوامره ونواهيه، “فأنساهم أنفسهم” أي لم يقدموا لها ما ينفعها عنده. ما هو أشد عقاب ؟ ما هو أشد حساب يمكن أن تواجهه في حياتك؟

أول جواب يتبادر إلى الذهن هو دخولك إلى جهنم. لكن الله لم يقل هذا العقاب بل هو أشد وهو أنه سينسيك نفسك.إمكانياتك، سينسيك انت من، حقيقتك، سينسيك قدرتك على فعل أمر ما، وماذا قادر أن تكون، وهذا العقاب أعظم من جهنم.

لم ندرك أن الله يعاقبنا بطريقة عظيمة جداً. لم نكن نعلم أن المعاصي تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه، فيبقى مريضاً معلولاً حتى يتركها ويتوب . فإن أثر الذنوب على القلوب كأثر الأمراض في الأبدان، بل الذنوب أمراض القلوب والدواء الوحيد هو تركها ووالرجوع إلى الله.

ليتنا عرفنا الله بهذا الجمال وبهذا اللطف وبهذا العمق منذ بداية حياتنا.

قال تعالى : ” فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى

قال تعالى : ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا

آية توقظك – تلك الايات صريحة. فلا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا ظلم عليه وقته وتشوش عليه رزقه وكان في عيشة ضنكا !. كلما ابتعد الإنسان عن الله باعد بينه وبين رزقه ونجاحه وراحته. وهذه الايات هم اختصار لمعادلة الحياة والإنسان مُخير أي طريق سيسلك . حتى يعلم كل شخص يشتكي أن وعد الله حق وأن العودة لله هي مفتاح السعادتين سعادة الدنيا والأخرة.

فإن له معيشة ًضنكاً ! بمعنى أن الذي يعرض عن ذكر الله كتب على نفسه العيش في حياة ضيق، مليئة في الهم والحزن والكرب والابتلاء. فنحن قادرين على الرجوع إلى الله ولو كانت ذنوبنا ملئ السموات والأرض. فالرجوع إلى الله هو الأمان، والبعد عنه هو الخذلان الحقيقي وتذكر أنه خيارك :

 ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب” ، ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”.

آية توقظك – قال تعالى : ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

هل تعلم ما هو الأكثر رعباً من فعل المعاصي ؟

 أن تجهل أنك جاهل بالفعل ! أن تكون موقناً بصحة ما تفعله، تماماً كأن تكون سفاحاً وتظن أنك بطل قومي ! أو كأن تنصح وتتحدث بتنمسة الذات وأنت تصنع أرواحاً هشة بسبب كلامك الفارغ ! مخيفة فكرة أن تمشي في طريق تظنه طريق نصر، وأنت لا تعلم أنك أكبر الخاسرين.

أولئك هم من يحسبون أنفسهم على علم. بينما هم على جهل، بل على جهل و وضلال يجعلهم يعادون الحق وأهل الحق وينصرون الباطل وأهله. ومع هذا يحسبون الذي يقعلونه هو الحق والصواب، فكانوا يستحقون ما وصفهم به الله بالأخسرين. لأنهم وإن حصلوا في دنياهم على مكاسب، فإن الله يحبطها فتكون في الأخرة عليهم شقاء.

آية توقظك – قال تعالى : “ يقول ياليتني قدمت لحياتي

تلك الآية تجعلنا ندرك أن حياتنا الحقيقية ليست الدنيا بل هي الأخرة لذلك علينا أن نعمل جاهداً لأخرتنا قبل فوات الأوان. قال لحياتي وليس في حياتي وهذا دليل إلى أن الحياة الحقيقة هناك في الأخرة. أما الدنيا مجرد حياة زائفة وإنما هي فتنة واختبار.

قال الإمام ابن القيم : فالعبد اذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد في إضاعتها يوم يقول ” ياليتني قدمت لحياتي ” كن من تكون فاليوم تمشي، وغداً مدفون ! .

قال تعالى : ” واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

واحذرو أيها الناس يوماً ترجعون فيه إلى الله. وهو يوم القيامة وخافوا عذاب ذلك اليوم، يوم تقومون بين يديه. ثم تعطى كل نفس جزاء ما كسبت من خير أو شر، لا يظلمون بنقص ثواب حسناتهم، ولا بزيادة العقوبة على سيئاتهم.

ذلك اليوم ليس يوم التوبة لكنه هو يوم مجازاة بالأعمال. تأخذ كل نفس جزاؤها على ما قدمت ” لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت “، لا يبقى فيه صغير ولا كبيرة إلا أحصاها، فنالت جزاءها بالعدل من ربها، ولا يظلم ربك أحدا. وهذا إشارة إلى وجوب الإيمان بأننا سنرجع الا الله وسيحاسب كل واحد على أعماله.

قال تعالى : ” هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا

ألم ترى أيها الإنسان وتتفكر في نفسك في ما مضى من الزمن، هل كنت تعي أو تعقل تلك اللحظات؟ هل كنت أصلا شيئاً موجوداً بين الموجودات فيدركوا وجودك. ويخبروك بعد أن دبت بك الحياة بأنك كنت كذا أو كذا. لا لقد كنت ببساطة ” لاشيء ” طوال هذه الفترة الزمنية الشاسعة إذاً أنت لا تتحكم حتى في فترة وجودك. فلا تتكبر أيها الإنسان وأدرك عظيم لطف الله بأن من عليك ووهب لك نعمة الحياة وأوجدك من العدم ومن ثم تتكبر عليه وتعانده وتعصيه ولا تعبده حتى ! . وكل هذا لن يرد له ولا قطرة في بحر فضله عليك بخلقك وإيجادك في هذه الحياة الدنيا.لا وليس هذا فحسب بل منحك الفرصة لتنال حياة أبدية من النعيم، فاهدأ أيها الإنسان وتفكر قليلاً في كل هذا.

قال تعالى : ” يا أيها الناس ما غرك بربك الكريم

آية توقظك – تلك الآية تذكير من الله للإنسان، لأنه في معظم الوقت ينسى نفسه وأصله ويقع في الكبر والغرور حتى على أوامر الله سبحانه وتعالى.

يا إنسان كيف تجرء على ذنبك، كيف تجرء على معصية خالقك ! وانت في ستر ربك تعيش، فلم يمنع فضله عليك ، ولم يهتك ستره عليك، فكم من سيئة سترها عليك، أو بلية صرفها عنك، فكيف لو أطعته، وحقاً ! ليس الدنيا هي من غرتك، ولكن بها اغتررت، وإن سعادة الإنسان في الدنيا غداً تكمن في الهروب منها اليوم، فالبلاء فرصة للرجوع إلى الله قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ويحل العذاب الأكبر.

قال تعالى : ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى

رأس الحكمة خشية الله، والأصل في كل خير في الدنيا والأخرة الخوف من الله سبحانه وتعالى،فمن خاف من الله لم يضره شيء ومن خاف من غيره لم ينفعه شيء، وإننا في زمان الوصول فيه إلى الحرام أسهل، لذلك كان ثواب الخوف من الله أعظم، فخوفنا من الله في الدنيا هو أماننا منه في الأخرة.

قال تعالى : “ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

لك أن تتخيل أن هذا العتاب نزل في جيل الصحابة، الجيل الذي نزل عليه القران وتربى على مأذنته، ودفع من دمائه ليرفع رايته في سماء الدنيا ! ، ذكر الله بعد هذه الآية احياء الأرض بعد موتها، وكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا مثلما أنا قادر على إحياء أرض جافة متشققة بور لا تنفع للزراعة، قادر على إحياء قلبك وجعله يلين بعد قسوته تانياً، فلا تيأس مهما كانت حالة جفاف قلبك وقسوته من أنه سيرجع يلين ويبقى حي بقدرته مرة أخرى.

قال تعالى : ” وكل آتيه يوم القيامة فردا ” 

تذكرنا هذه الآية بأن ينظر أحدنا إلى ذنوبه وعيوبه فيصلحها قبل أن ينظر إلى عيوب وذنوب غيره، فالجميع أمام الله سيحاسب فرداً فرداً، لا أحد سيحاسب عن أحد يوم القيامة، وعندها لن تنظر إلى عيوب غيرك وستبحث عن عمل يصلح لميزانك فانظر ماذا تضع فيه.

إن البالغ العاقل هو الذي ينظر إلى نفسه وفي نفسه ثم في أهل بيته ثم في علاقته مع ربه قبل النظر إلى الناس جميعاً أو قبل الخروج إليهم بسيقه قبل لسانه، وبلسانه قبل قلبه، وبقلبه قبل عقله، وبعقله قبل حلمه.

قال تعالى : ” ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد

يؤكد الله سبحانه وتعالى هنا على عظيم قدرته وسعة علمه وإحاطته بما ظهر وما بطن ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، واستيلاء قدرته على كل شيء، فمتى أراد الله أن يأخذ الإنسان أخذه وهو سبحانه وتعالى أقرب إليه من نفسه، وهذا أيضاً رد من الله تعالى على المشركين في إنكارهم للبعث والحياة مرة أخرى بأنه قد خلق الإنسان وأوجده من العدم فهو قادر على خلقه وإيجاده مرة أخرى، وأخبرهم بأنه عالم بما يدور من الخواطر في أنفسهم، ومحص لجميع الوساوس والخواطر التي قد مرت على الإنسان في حياته لا يخفي عليه من ذلك شيء، وأنهم في قبضته وتحت قدرته وسيطرته، وأنه متى أراد أن يأخذهم فلن يعجزوه فهم أقرب إليه من أنفسهم، وعبر عن قربهم منه بحبل الوريد وهو العرق الموجود في العنق كناية عن شدة قربهم إليه وتمكنه منهم

” منقول من تفسير محاضرات قرانية للسيد العلامة المجتهد محمد عبدالله عوض الضحياني المؤيدي أيده الله ” .

إقرأ أيضاً : كيف اهتم الإسلام في الرياضة وصحة الإنسان

قال تعالى : ” واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا

هذه الآية كفيلة أن تجعلك هادئاً مطمئناً إذا وقرت في قلبك فإنها تفسح عليك مضايق الدنيا، تخبرك أنك لست وحيد فاطمئن.

نطمئن ونصبر لأن اليقين يملئ قلوبنا بأن ربنا سبحانه يعلم ما في قلوبنا من هم وكدر وضيق وسيجبر خاطرنا، فنحن وأهلنا وأحبابنا كلنا في عناية الله وكرمه وفضله علينا، حتى وإن طال الصبر وضاقت ، نؤمن بالله يقيناً لا شك فيه بأنه سيعطينا حتى نرضى ومن شدة الرضى ننسى ما مررنا به، لأن الله لا ينسى قلة حيلتك، ولا ينسى وجعك وضعفك وصبرك لأجل عوضه، وفي جميع حالاتك تؤجر وتتراضى بثواب الصبر.

– تظن أنك تسلك الطريق الصحيح وأنك أحسنت صنعا، وأنك لن تغفل في حياتك، ثم توقظك آية تعيد لك تفكيرك من البداية، تبدأ بمحاسبة نفسك ، تأمل هذه الآيات ثم راجع نفسك هل شعرت بأن أحدها لامس قلبك ؟ حان الان أن تستيقظ من غفلتك وتبتعد عن فتن الحياة، واحذر من أن تكون ممن ضيع عمله وخطفته الدنيا وملذاتها، وأن تنطبق عليك هذه الآية : ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا” فاللهم إنا نعوذ بك من أن نكون من الغافلين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا وقد غرتهم الحياة الدنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى